طفلة في العشرين
إنها الأيام كدولاب تلك العربة المسرعة على قارعة السراب ، كانطلاق ذلك الصاروخ المجرد إلى ما بعد الفضاء ، أو كانبثاق شمس ما لبثت أن تلاشت في الأفق .إنها السنوات التي تجري كابن العشرين حيوية وابن التسعين عمرا! .. حقا انها مسرعه بسرعة لا متناهية كمركبة تعطلت فراملها على منحدر لا نهاية له تلوح في مرمى العيون .. ولكن مؤكد انها تنتهي بواد سحيق يعلن نهاية المسار.. ولا تدري كم ستبقى متدحرجه من غير ربان! هكذا اصبحت علاقتي بالايام.. انها تجري وانا معها اجري ، لأني فقط احد الركاب فيها اواصل المسير مع هرولة الليالي دون ان افكر ولو لوهلة ان اوقفها واعود للخلف ولو قليلا .. لأنه لا مجال للعودة اصلا!! استمر بالجري السريع نحو حلم لاح كغيمة بيضاء عند اسفل ذلك المنحدر .. تبدو سهلة المنال وهي ممتنعة كالجبال ، ولكني ومع هذا استمر بامتطاء الامل عله يكون براقا يطير بي اليها!
أجل .. ومضى منذ انطلاقي قرابة العشرين . العشرون الذين لم يروضوا هذه الطفلة لتصبح "كبيرة" ! .. العشرون! ،هذا العمر الذي تثاقلت مع نبراته اصوات العمر والحياة .. عشرون من السنون هذا العمر الذي يجدر به ان يكون كفيلا بطعن الطفولة ووأدها بعيدا! فلم يعد لها مكان .. العمر الذي يفترض به ان يقذف ببراءتها المتسامحة في اعماق لا نجاة منها.. فقط لانها اصبحت بالعشرين .. فقط لأنها ستدفن في العشرين .. ولتكمل غوصها في اسبار الثلاثين والاربعين والخمسين.. ومع كل خطوة تدفن بها اكثر فأكثر.. لأن "هذا قانون الحياة" .. هذا القانون الذي لا ينطبق الا بالمجتمعات المغلفة التفكير.. ذات العقول المتحجرة والضمائر التي لا يؤنبها تصرفها المأسور!
ولأنني اصبحت في مركب العشرين وكأنه قد غدا من واجبي الان ككثير من أترابي ان استسلم لتلك اليد.. واساعدها ايضا! لأقتلع الطفولة والبراءة من ملامح روحي.. واجري في الحياة كأمرأة عاقلة ليس لها هم سوى "طبخة " اليوم او زيارة الغد.. كسيدة شرقية عربية ... بعيدة عن مسميات الطفولة والخيال، مسميات الطموح والاحلام، مسميات الروحانية والعاطفة التفكيرية التي تقودها الا اهدافها الجميلة! . علي ان استسلم لأجل ما زالت تعاني منه الكثيرات .
لست ادعو لتغيير واقع العالم ولا لسنة الحياة ، فهذا واقع لا بد منه ولا اعارضه ابدا . ولكني اعارض تلك الافكار المقيدة التي ينتهجها مجتمع ابتعد كل البعد عن عن معاني الانسانية والاخلاق الاسلامية التي دعا لها ديننا الحق! ديننا الذي حرم وأد البنات .. ليس الوأد فقط هو القاء جسدها حيا ليلتهمه التراب ! . أولا يكون سجنها بالحياة وأد؟؟ الا يكون تقييد عقليتها واستئصال شخصيتها وجعلها كالاله لا احساس لها ولا قرار فقط تتبع ما يملى عليها وأد؟؟؟؟ !!!!....
ان في داخلي طفلة عنيدة ..باتت تطرق ابواب العشرين ولكنها تأبى الاستسلام ،تأبى الرضوخ ، لأنها تدرك ان هذا العالم ليس عالمها .. تدرك انها برغم كل شباك التقليدية التي تحيط بها الا انها مختلفة تماما عن هذه القضبان التي باتت تكسرها بأشعة احلامها... تدرك انها لتحقيق احلامها هذه عليها السعي بجد وتحدي .. ربما تكره التقليدية التي تقيدها حتى بتحقيق احلامها ،وهي الخطوات المنهجية والتقليدية بالتعليم للوصول الى حلمها "المرموز بشهادة !! مما يجعل ابعاده ايضا بعين الاخرين "تقليديه" . ولكن ومع هذا هناك طفلة تخلق من صبحها بسمة، ومن ليلها دمعة، ومن سجودها تفاؤل ودعاء،ومن احبابها مشاعل أمل لا رياح ضياع ..حتى تغدو كما تصمم ان تكون ! وبرغم تتابع السنين.. والعوائق وصمت الانين.. الا انها ستبقى .. "طفلة في العشرين "
بقلم : يقين القدس
23/02/2010
10:30
إنها الأيام كدولاب تلك العربة المسرعة على قارعة السراب ، كانطلاق ذلك الصاروخ المجرد إلى ما بعد الفضاء ، أو كانبثاق شمس ما لبثت أن تلاشت في الأفق .إنها السنوات التي تجري كابن العشرين حيوية وابن التسعين عمرا! .. حقا انها مسرعه بسرعة لا متناهية كمركبة تعطلت فراملها على منحدر لا نهاية له تلوح في مرمى العيون .. ولكن مؤكد انها تنتهي بواد سحيق يعلن نهاية المسار.. ولا تدري كم ستبقى متدحرجه من غير ربان! هكذا اصبحت علاقتي بالايام.. انها تجري وانا معها اجري ، لأني فقط احد الركاب فيها اواصل المسير مع هرولة الليالي دون ان افكر ولو لوهلة ان اوقفها واعود للخلف ولو قليلا .. لأنه لا مجال للعودة اصلا!! استمر بالجري السريع نحو حلم لاح كغيمة بيضاء عند اسفل ذلك المنحدر .. تبدو سهلة المنال وهي ممتنعة كالجبال ، ولكني ومع هذا استمر بامتطاء الامل عله يكون براقا يطير بي اليها!
أجل .. ومضى منذ انطلاقي قرابة العشرين . العشرون الذين لم يروضوا هذه الطفلة لتصبح "كبيرة" ! .. العشرون! ،هذا العمر الذي تثاقلت مع نبراته اصوات العمر والحياة .. عشرون من السنون هذا العمر الذي يجدر به ان يكون كفيلا بطعن الطفولة ووأدها بعيدا! فلم يعد لها مكان .. العمر الذي يفترض به ان يقذف ببراءتها المتسامحة في اعماق لا نجاة منها.. فقط لانها اصبحت بالعشرين .. فقط لأنها ستدفن في العشرين .. ولتكمل غوصها في اسبار الثلاثين والاربعين والخمسين.. ومع كل خطوة تدفن بها اكثر فأكثر.. لأن "هذا قانون الحياة" .. هذا القانون الذي لا ينطبق الا بالمجتمعات المغلفة التفكير.. ذات العقول المتحجرة والضمائر التي لا يؤنبها تصرفها المأسور!
ولأنني اصبحت في مركب العشرين وكأنه قد غدا من واجبي الان ككثير من أترابي ان استسلم لتلك اليد.. واساعدها ايضا! لأقتلع الطفولة والبراءة من ملامح روحي.. واجري في الحياة كأمرأة عاقلة ليس لها هم سوى "طبخة " اليوم او زيارة الغد.. كسيدة شرقية عربية ... بعيدة عن مسميات الطفولة والخيال، مسميات الطموح والاحلام، مسميات الروحانية والعاطفة التفكيرية التي تقودها الا اهدافها الجميلة! . علي ان استسلم لأجل ما زالت تعاني منه الكثيرات .
لست ادعو لتغيير واقع العالم ولا لسنة الحياة ، فهذا واقع لا بد منه ولا اعارضه ابدا . ولكني اعارض تلك الافكار المقيدة التي ينتهجها مجتمع ابتعد كل البعد عن عن معاني الانسانية والاخلاق الاسلامية التي دعا لها ديننا الحق! ديننا الذي حرم وأد البنات .. ليس الوأد فقط هو القاء جسدها حيا ليلتهمه التراب ! . أولا يكون سجنها بالحياة وأد؟؟ الا يكون تقييد عقليتها واستئصال شخصيتها وجعلها كالاله لا احساس لها ولا قرار فقط تتبع ما يملى عليها وأد؟؟؟؟ !!!!....
ان في داخلي طفلة عنيدة ..باتت تطرق ابواب العشرين ولكنها تأبى الاستسلام ،تأبى الرضوخ ، لأنها تدرك ان هذا العالم ليس عالمها .. تدرك انها برغم كل شباك التقليدية التي تحيط بها الا انها مختلفة تماما عن هذه القضبان التي باتت تكسرها بأشعة احلامها... تدرك انها لتحقيق احلامها هذه عليها السعي بجد وتحدي .. ربما تكره التقليدية التي تقيدها حتى بتحقيق احلامها ،وهي الخطوات المنهجية والتقليدية بالتعليم للوصول الى حلمها "المرموز بشهادة !! مما يجعل ابعاده ايضا بعين الاخرين "تقليديه" . ولكن ومع هذا هناك طفلة تخلق من صبحها بسمة، ومن ليلها دمعة، ومن سجودها تفاؤل ودعاء،ومن احبابها مشاعل أمل لا رياح ضياع ..حتى تغدو كما تصمم ان تكون ! وبرغم تتابع السنين.. والعوائق وصمت الانين.. الا انها ستبقى .. "طفلة في العشرين "
بقلم : يقين القدس
23/02/2010
10:30
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابارك لك مورو 20 عاما من عمرك واسال الله تعالى ان يجعله عمرا مديدا في طاعة الله ومرضاته .
هذا الموضوع معقد والجدل فيه واسع ولا ادعي بردي المتواضع اني سأحل المشكلة .
صحيح ان الاسم حارب وأد البنات في الجاهلية واعطى للمرأة حقوقها وصان كرامتها ،ولكن مجتمعاتنا اليوم ببعدها عن هدي الاسلام ابتكرت طريقة جديدة في وأد البنات عندما حرمتها من ابسط حقوقها في التعليم ووضع القيود للجم طموحاتها المشروعة . يجب ان نعمل على تغيير هذا الواقع ولنفتح الافاق لبناتنا وامهاتنا واخواتنا ضمن حدود الشرع حتى يتثقفن ويتعلمن فهن المربيات وما الاجيال المتعاقبة الا ثمرة من ثمارات تربيتهن .
بارك الله فيك أخي خالد وجزاك الله عني كل خير
حقا صدقت!!! مجتمعنا ... يتغلف بتقاليد وعادات .. يسربلها بستار الاسلام !!! ويقتل من النفوس ما قتل وهو غير داري!!!
جزاك الله كل خير.. والحل يخرج بالبدايه والنهايه من تمرد نفس الفتاة وفرض ذاتها على مجتمعها حتى يرضى بذلك و "يصمت "
جزاك الله كل خير
اختك يقين القدس
حياكم الرحمن اختنا الفاضلة وزادكم ايمان وثبتكم على منهج القرآن.
ابارك لكم باتمامكم العشرون عاما واسأل الله ان يجعل ايامكم طاعة وعبادة وسعادة
وكل عام وانتم الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم والى الخيرات اسبق ومن الجنة اقرب وعن النار ابعد وعلى دعوته ودينه أثبت ..
بخصوص موضوعكم الجميل وكلماتكم الراقية التى تعالج تلك الجدلية المستمرة فى المجتمعات الشرقية التى شرعت عاداتها وتقاليدها واعرافها بنسبها للاسلام زورا وبهتانا..
فالاسلام كرم المرأة واعطاها حق التعلم والتملك والاستقلالية الفردية فى ذمتها المالية لكن بعض التصرفات الفردية التى تنم عن عقدة ذكورية تريد ان تنتقص تلك الحقوق..
ولكن تمرد الفتاة على الواقع بطريقة ثورية او هبات فجائية يسبب فتنة للمجتمع وتصبح كأنها نشاز ,المفروض المنهجية والتدرج فى اعادة هيكلة المجتمع وتغيير تلك الاعراف , وانما النجاح وليد المنهجية والاناة فى العمل ..
فلا يجوز الاصطدام فجأة بالمجتمع ..
وعجلة الحياة لا تستطيع ان تخنق طفولة الانسان لان داخل كل انسان طفل صغير لا يستطيع ان يهرب منه قد تطبع عجلة الحياة الانسان بطباع اخرى ويصبح اكثر رزانة او اشمل رؤية للحياة من زى قبل ولكن هناك اشياء فى داخله لا تستطيع ان تتغير بين يوم وليلة !!
حياك الله اخي الكريم ابن القسام وأنرت صفحتي
بوركت أخي وبارك الله فيك ولكن .. كم انا خجلة من حروفك.. ذكرت في خاطرتي انه " ومضى منذ انطلاقي قرابة العشرين " اذ اني لم اصلها بعد ولكني على العتبات وكان موضوعي منبثق من تفكيري فيها ومن ما اراه هذه الايام ولكن بوركت أخي وجزاك الله خيرا
اما بالنسبه لمجتمعنا فحتى لو صدمنا به فليتحمل الصدمات لأننا نحن الصواب ورواد العقد هم المخطئون وسيعتادون على صدمات التمرد حتى نروضهم حتى لا يروضونا واني اجد هذه الطريقة أكثر نفعا من الرضوخ والسكوت والكبت !وليست فتنة انما تعليمهم الواقع والصواب وأن حقنا كحقهم !
أما الطفل في داخلني حي وسيبقى وحتى مظاهرها لا نجلوها فهي أجمل ما في الانسان .. براءة الطفوله
بوركت لمرورك على صفحتي وحياك الله اخي
يقين القدس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أبارك لكِ مرور عشرين عامًا من حياتكِ..وأسأله جلّ في عليائه أن يجعل حياتك كلها في طاعته وعبادته..وأن تكون مليئة بالسعادة والأمان والاطمئنان..
غاليتي كلماتك صادقة نسجتها من واقع مأساوي فظيع..فعندما تصبح الفتاة في جيل العشرين يبدأ المجتمع يطلب منها الكثير الكثير مما لا تقدر عليه ويثقل كاهلها،، لم تكن معتادة على مثل هذه المتطلبات ومنها ما ذكرتِ مسح ملامح الطفولة التي كانت تتملّكنا وترافقنا طوال حياتنا فنتخلى عنها بمجرد أننا أصبحنا في العشرين!..وما هي هذه العشرين؟؟ إنها مجرد رقم كباقي الأرقام التي مضت علينا..ولكن ليست هنا القضية،، القضية كيف نستغل هذه العشرين ليس بأية حلة نبدو بها...
وكما قلتِ غاليتي الأطفال في داخلنا سيبقون ينبضون بالأمل بالحياة،، ما دمنا نحن لم نتخلّى عنهم..
وسنتحدى العالم أجمع على أننا سنبقي على طفولتنا مهماأكبرنا ومهما ازدادت الأرقام..
بوركتِ وبورك قلمك الراقي غاليتي
اختكِ المحبة لكِ دومًا دعاء غنايم
جميلة حقاً مدونتك ..تصميمها جذاب ورائع..ومقالة طفلة في العشرين أكثر من رائعة .....دمتي مبدعة..ودامت بكي روح طفلة العشرين...ستشرفين أرض الفردوس المفقود بزيارتكِ
مدونتي:http://hendsalama.blogspot.com/
شارك معنا حملة..إعادة الفجر الغائب..اكتب كلمة عن الفجر في بداية المدونة..استطلاع رأي..هل صليت الفجر اليوم..نشر الحملة بين المدونات